تلفزيون

«كلام نواعم» .. قضايا منوعة بروح أنثوية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إعلاميات عربيات مختلفات في الوطن والعمر والفكر، يجتمعن في بيروت شهرياً لتسجيل حلقات برنامجهن في غياب الرجل، فلا مكان له أمام الكاميرا إلا على مقعد الضيف .. أم حكيمة، سيدة جريئة، امرأة محبة وخليجية مثقفة .. هذه سمات مقدمات كلام نواعم البرنامج الذي تبثه قناة ح، كما يمكن للمشاهد أن يلحظ بمتابعته للبرنامج. الحواس الخمس التقى اثنتين من النواعم لتدردشان بأحاديثهما الرقيقة عبر السطور التالية ..

4 مذيعات في برنامج واحد، ما الجميل في هذا الأمر، و ما الجانب المظلم ؟د. فوزية : أجمل ما في رباعية كلام نواعم الصحبة والود الجميل الخالي من شوائب الحقد والغيرة، أما الجانب المظلم فلم يكشر عن أنيابه بعد.رانيا: كنت أعتقد أن مشاركة الأضواء ستقلل من أهمية صوتي ولن استطيع أن أوصل فكرتي لكني اكتشفت مع الوقت أن العكس هو الصحيح، فبتعدد الآراء وتنوعها استطاع المشاهد أن يأخذ كل هذه الأفكار ليغربلها ويستنتج منها ما يريده وبذلك لم نفرض رأيا معينا بل آراء عديدة وهذا أجمل ما في الأمر.إذن لا وجود للتنافس على الفوز بالكاميرا ؟

رانيا : هناك تنافس لذيذ صحي يبعث الحياة في مناقشاتنا ولولاه لكان البرنامج باهتا لا طعم له ولا هوية وهذا ما يميزنا عن غيرنا. أنا فكري متحرر وأعيش حياتي كما أراها مناسبة لي ولعائلتي وليس كما يمليه علي المجتمع والعادات والتقاليد، ذلك لا يمنع أن آخذ من هذه العادات والتقاليد مع زوجي ما يناسب حياتنا ونطبقها. هذه النظرة للأمور تنعكس في مناقشاتي فأنا أسمي الأمور بمسمياتها وهذا يصدم الجمهور أحياناً.

فوزية هي صوت الاعتدال فهي وبحكمتها تحاول أن توازن بين العادات والتقاليد وما يواجهه المجتمع من تطور لذلك تراها أكثر حذراً من أي واحدة فينا. أما فرح فهي كتلة من العواطف الطيبة والعفوية فهي تقول ما تراه أمامها ولا تراوغ مع أنها اندفاعية وتستميت بالدفاع عن أي قضية يقع فيها أي ظلم.

صغيرتنا هبة لا تزال تستشعر الأمور وتوازنها فهي قادمة من بيئة محافظة حيث الأمور ينظر إليها بنظرة مختلفة، بيئة متطورة لكنها لا تزال متمسكة بالتقاليد الجميلة لذلك تأتي آراؤها متوازنة بين الرؤية الشبابية العنفوانية وبين الموروث الثقافي لبلدها. هذا الخليط والتيارات الفكرية المختلفة هي التي توقظ فينا التنافس لتقديم أفكارنا وهي التي تشعل حماسنا.

كم وصل عدد حلقات النواعم ، وأيها كان الأكثر بريقاً ؟

د. فوزية : قدمنا قرابة 300 حلقة تتفاوت في المستوى، فبعضها أفضل من البعض الآخر باختلاف ظروف الإعداد والإنتاج والتزام الضيوف وتفاعلنا كمقدمات مع المادة الصحافية التي نتناولها كل أسبوع.

هل صادفتن موضوعات لا يمكن التطرق إليها؟

د. فوزية : كل الموضوعات قابلة للنقاش والخطوط الحمراء هي عدم المساس بالقيم الثابتة في المجتمع العربي كالصدق والعدل والرحمة. قد يصفنا البعض بالجرأة أو الوقاحة وهنا يحضرني مثل شعبي يقول يا بخت من أبكاني وبكي علي ولم يضحكني ويضحك الناس علي، فأن تسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة هو أن تكون صادقاً وحكيما، وأن ترغم المسيء على النظر في مرآة تعكس وجهاً قبيحاً هو محاولة لتغيير واقع غير مستحب.

لماذا لا يكون البرنامج مباشرا، وهل هنالك توجه لذلك ؟

د. فوزية : قدمنا بعض الحلقات على الهواء مباشرة وكانت ناجحة، ولكن الكل يعرف اننا نجتمع في بيروت لتسجيل الحلقات شهرياً من ثلاث دول مختلفة، ومعنى ذلك أن السفر إلى بيروت كل أسبوع أمر غير متاح، فضلاً عن أن كل واحدة من المقدمات لها اهتمامات أخرى تتطلب تواجدها حيث تقيم.

نسمع دائماً عن انسحاب أو خروج أو استبدال إحدى النواعم. ما حقيقة هذا الموضوع، وهل هناك جديد نعرفه حول هذا الموضوع ؟

د.فوزية : الشائعات عن انسحاب واحدة من النواعم لا أساس لها من الصحة، فعلى مدار أكثر من سبع سنوات لم تغب عنا سوى المذيعة الموهوبة نشوة الرويني بسبب تغير ظروفها الاجتماعية والعملية، ولكنها معنا دائماً بالروح وقد شاركت في حلقتنا التي احتفلنا فيها بمرور سبع سنوات على بداية كلام نواعم.

هل من جديد تطلعون عليه قراء الحواس الخمس بخصوص برنامجكم ؟

رانيا : هناك دائماً جديد في برنامجنا سواء أكان من ناحية اختيار المواضيع أو في طريقة نقاشنا للمشاكل والمواضيع. أما بالنسبة لما سنقدمه إلى المشاهد فهو سفر بعضنا إلى بلدان مختلفة وتصوير تقارير مختلفة ومميزة ستكون مفاجأة لكل متابعي البرنامج.

هل تضفن مقعداً لمذيع رجل في برنامجكن، وماذا يمكن أن يكون اسم البرنامج حينها؟

د.فوزية : ما يميز كلام نواعم هو أن مقدماته نساء فلو أضيف مقدم رجل سوف يفقد البرنامج طابعه الأصلي والذي كان أحد أسباب نجاحه منذ بداياته. هذا ليس تحيزاً ضد الرجل لكنه تحيز لكلام نواعم خاصة وأن عدد البرامج التي يشارك في تقديمها نساء ورجال كثيرة جداً، ولو حدث وانضم إلينا رجل يمكن أن يعاد تسمية البرنامج من كلام نواعم إلي أربع بنات وضابط !

رانيا : الرجل دائماً مرحب به في برنامجنا وإنما كضيف معزز مكرم وليس مذيعا، إذ ان هذا بيت النواعم لسنا في عصر الحريم حيث أربع نساء تساوين رجلا واحد أليس كذلك؟

هذا البرنامج موجه للأسرة العربية ويتم إعداده بمساندة الرجل ومشاركته من وراء الكواليس. ليس من الضروري أبداً أن يكون حاضراً أمام الكاميرا كي تصل فكرته، فهي تصل إنما بصوت المرأة ومن وجهة نظرها وهذا برأيي يكفي.

صداقة أو زمالة ممتازة

ما نوعية العلاقة التي تربط النواعم خارج البرنامج ؟

د. فوزية : علاقتي بالنواعم خارج البرنامج علاقة إنسانية اجتماعية، أقوم فيها بدور الأم في أغلب الأوقات. اشتاق لزميلاتي واشكر الله على وجود الإنترنت والهواتف الدولية، فالاتصال بيننا لا ينقطع لمناقشة اقتراحات وأفكار البرنامج مع فريق العمل في بيروت أو لتبادل الأخبار الشخصية والمعلومات وآخر الأخبار والطرائف أيضاً.

رانيا : بدأت علاقاتنا بالزمالة وتطورت لتصبح صداقة عميقة وأعتقد أن ذلك واضح جداً على الشاشة إذ لا يمكن أن تشتري هكذا تفاعل جميل كالذي نتمتع به والحمد لله على ذلك.

دبي - أمينة الجسمي

Email